موقع إقـرأ إفادةتـراجـممُوريس بُوكَايْ وجهوده في بيان صلة القرآن بالعلم الحديث

محتوى ذو صلة

المؤلف

الشيخ صالح العود

المؤلف

• مُجاز في الشريعة من جامعة الازهر.

• باحث وكاتب في شؤون الدين والتربية والتعليم.

o ثلاثون عاما إذاعيا.

o خمسون عاما في مهنة التعليم.

• له مائة كتاب مطبوع في مختلف الموضوعات والموادّ العلمية.

• رصيده من المقالات تعد بالمئات، نشرت في عديد من الصحف والمجلات.

• حاضر وشارك في ندوات وملتقيات.

مُوريس بُوكَايْ وجهوده في بيان صلة القرآن بالعلم الحديث

تمهيد حميد

صاحب هذا ( المقال) وكاتبُه الشيخ صالح العَوْد ( يحفظه الله ) وهو باحث في (شؤون الدين، والثقافة الإسلامية والتربية والتعليم) أكثر من (أربعين) عامًا؛ وهو لا يزال يكتب حتّى الْيَوْمَ. وقد نشرت له – ولا تزال- (صُحُف) و(مجلات) و(الشبكة العنكبوتية) وهي هذه بأسمائها التاليَة

  • (تونس: الهداية . جوهر الإسلام. الصريح. موقع المستاوِي )
  • ( السعودية: عالَم الكتب . الفيصل . المنهل )
  • ( المغرب : الأصيلة. المحَجَّة)
  • ( الهند : بيِّنات.البعث الإسلامي )
  • ( الأردن : الفرقان)
  • (باريس: رُؤَى)

وفِي هذا الركن من هذا العدد، اختار ( إعادة) نشر هذا ( المقال) المفيد، والذي صدر في مجلّة (الفرقان) الغرَّاء، في عددها (66) بتاريخ ( جمادى الآخرة 1428ه / تمّوز 2007م) بعنوان :

“موريس بوكاي وجُهودُه العلْميَّة في بيان صلة القرآن بالعِلْم الحديث”

وذلك على سبيل الذِّكْر والتذْكير، أَوْ لِمٓن لم يُسْعِفْه الـحـظُّ الحسن بالاطلاع عليه أو قراءَتِه على صفحاتها البيضاء.

وإليك المقال كما هو :

كتاب بوكاي “التوراة والقرآن والعلم” كان فتحًا جديدًا في دراسات (مقارنة الأديان) وإخضاع (النّصوص المقدسة) للتحليل العلمي، فتهافت على قراءته الغربيون.
بوكاي:

لقد وجدت هذا التوافق بين الدين والعلم، يوم أن شرعتُ في دراسة القرآن.

الدكتور(موريس بُوكَاي)(1) رَجل عملاق في تَخصّصه، وَعَبقريّ في جُهوده التي قدّمها لجِيل عصره، سواء ما كَتبه أو تَركه من مؤلّفات وبحوث ودراسات، أوما ألقاه من محاضرات، في فرنسا وخارجها.
وهو حائز على شهادة الطّب من جامعة باريس عام (١٣٦٥ه/١٩٤٥م). وعمِل رئيسًا لِقسم الجراحة فيها منذ عام (١٣٧٢ه / ١٩٥٢م).  وهو عضو الزمالة الدولية للجرّاحين، وعضو الجمعية الوطنية الفرنسية للطّب.
تعلّم الدّكتور (بُوكَايْ) اللغة العربية لِيَفْهَمَ القرآنَ الكريم مباشرةً بنفسه، بعيدًا عن الترجمات المغلوطة، ثم ساقه القدر الأعلى إلى رحاب الإيمان؛ فأَسْلَمَ عام (١٤٠٣ه/١٩٨٢م) بحضور تقي الدين الهلالي – أحد أعلام المغرب الأقصىء يوم جاء إلى فرنسا في سفرة دَعَوية، ونطق بالشهادتين بين يديه.

تعود أولى كتابات الدكتور(بوكاي) إلى عام (١٣٩٦ه/١٩٧٦م) عندما أصدر كتابه الشهير “التوراة والقرآن والعلم” فتهافت عليه الغربيّون اقتناءً، وأقبلوا عليه قراءةً، بِنَهَم مُنقطع النظير؛ إذ كان الكتاب فتحًا جديدًا في دراسات (مقارنة الأديان) وإخضاع (النصوص المقدّسة) للتّحليل العلمي.
ونظرًا لأهمية هذا الكتاب، فقد حصل به الدكتور(بُوكَايْ) على (جائزة الكتاب الذّهبي) عام (١٤٠٧ه/١٩٨٦م)، ثم أخذ الكتاب يشق طريقه إلى عالم الترجمة، فَنُقِلَ من لغته الأصل (الفرنسية) إلى أكثر من عشر لغات منها : لغتنا العربية.

ثم يلي الكتاب الأول في الشهرة والذيوع والفائدة الجمّة كتابُه الثاني: “الإنسان من أين أتى؟ أجوبة العلم والكتب المقدّسة” طبع عام (١٤٠٢ه/١٩٨١م)، وقد قام بترجمته مكتب التربية لدول الخليج في الرياض عام (١٤٠٧ه/١٩٨٦م).
وكتابه الثالث هو “مومياء الفراعنة والطب” طبع عام (١٤٠٨ه/١٩٨٧م)، ونال به هذه المرة (جائزة الأكاديمية الفرنسية) عام (١٤٠٩ه/١٩٨٨م).

أما كتابه الرابع فقد جاء بعنوان :”تأمّلات في القرآن” بالاشتراك مع الدكتور محمد طالبي من جامعة الجزائر(2)، وطبع في باريس عام (١٤١٠ ه/١٩٨٩م)، وفي هذا الكتاب فصل هام بعنوان : “القرآن والعلم المعاصر”، وقد أَفْرَدَ هذا الفصلَ بالنشر –بعد الترجمة والتعليق- الدكتور محمد بَصَل والدكتور محمّد خَير البقاعي، وتولَّتْ طبعه دار ملهم للنّشر والتوزيع في حمص عام (١٤١٦ه/ ١٩٩٥م).

ومما كتبه (موريس بوكاي) ولم يُصْدِرْهُ سواء كان بحثًا أم دراسة أم محاضرة :
– مُفرْدات قرآنية تتعلّق بالخَلْق.
– القَصص التوراتي والقرآني في ضوء المعرفة الحديثة.
– التوقيت الفيسيولوجي والجنيني في القرآن (محاضرة)(3).
– العلم والقرآن وأصل الإنسان(فيلم)(4)

وأَخْتِمُ كلامي عن عبقرية (موريس بوكايْ) –من خلال جهوده في إظهار (الصِّبغة العِلْمِية للقرآن) من مُنطلق تخصصه الفَذّ كطبيب نِطاسيّ أو كطبيب مؤمن صادق – بهذه الكلمات التي خطّها قلمُه؛ إذ يقول رحمه الله :

“لقد وجدتُ هذا التوافق بين الدين والعلم، في تفكير يقوم أساسًا على المُعْطيات العلمية، يوم أن شرعتُ في دراسة القرآن الكريم”.

___________________________________

المصادر :
– مجلة الأمة (قطر)
– الإعلام بمن اعتنق الإسلام، صالح العوْد، عالم الكتب، بيروت، ١٤٢٧ه/٢٠٠٦م.
– القرآن والعلم المعاصر، موريس بوكاي، دار ملهم، حمص، ١٩٩٥

الهوامش :
(1) وُلِدَ بباريس عام (١٩٢٠م)، وتوفي عام (١٩٩٨م).
(2) يقول (بوكاي) شارحًا انطباعاته حول هذا العمل المشترك :

“تأثَّرتُ كثيرًا عندما عَرَضَتْ عليَّ دار النشر مشروعًا أَوسعَ، وهو تكليفي بكتابة الكتاب كله اعتقادًا منها أن معرفتي بالقرآن تسمح لي بعَرْض كل محتواه بشكل موضوعي. ولكن لم أكن أشعر أنني قادر على القيام بهذا العمل؛ لأن جُلَّ اهتماماتي كانت منصبة على التفكير بالجوانب العلمية. التي يثيرها القرآن عند رجل العلم؛ فَعَرضْتُ على الناشر أن يتولى الأمرَ الأُستاذُ محمد طالبي؛ فلطالما أَعْجَبَتْني كتاباته وأحاديثه حول القرآن. وأسعدني جدًّا الاتفاق الذي تمَّ بينهما على نشر الكتاب بالاشتراك؛ وذلك بأن يختار كلُّ كاتب باستقلالية وحرية – موضوعاته، ويناقشها حسب وجهة نظره الشخصية”.        نَقْلاً عن كتاب “القرآن والعلم المعاصر” ص. ٢٧.
(3) أُلْقِيَتْ على مُدَرَّجِ الأكاديمية الفرنسية للطب عام (١٢٩٧ه/١٩٧٦م).
(4) ظهر عام (١٤٠٤ه/١٩٨٢م) بخمس لغات، في ٥٥ دقيقة.

آخر المواضيع