⁕ لاَ يَصِحُّ الصِّيامُ إلاَّ بَعْدَ ثُبُوتِ ( دُخُولِ) شَهْرِ رمضان بِـ (رُؤْيَةِ الْهلاَل) إذَا وَضَحَتْ ، و إلاَّ بِإكْمَالِ شَهْر شَعْبَان ثلاثين يَومًا : عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: سَمَعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ:” إذَا رَأيْتُمُوهُ – أَيْ : الْهِلالَ – فَصُومُوا ، وَ إذَا رَأيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
⁕ وَلاَ عِبْرَةَ بِاخْتِلاَفِ الْمَطَالِع، خُصُوصًا بَعْدَ أنْ تَقَارَبَتِ الْأوْطَان في هذا الْعَصْر ،بأنواع شَتَّى مِنَ المُوَاصلاتِ : تَوْحِيدًا لِأُمَّةِ الْإسْلامِ في مشارِق الأرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ، لِتَكُون عزِيزَةً مَنِيعَة ، وَ تَحْقِيقًا لِمَقَاصِد الشَّريعَة، في كُلِّ زمَان و مكان . قال اللهُ تعالى : ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٥٣ ﴾ سورة الأنعام.
⁕⁕⁕
نِيَّةُ الصَّوْمِ وَاجِبَةٌ مِنْ أوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَان، وَتَكْفِي الصَّائِمَ(ة) نِيَّةٌ وَاحِدَةٌ لِكُلِّ الشَّهْر، إلاَّ إذَا قَطَعَها بِعُذْرٍ شَرْعِيّ:
عنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ :” مَنْ لَمْ يَجْمِع القِيَامَ قَبْلَ الْفَجْر فَلا صِيامَ لَهُ”. رواه أصحاب السُّنَن .
و في الصَّحِيحَيْن عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يقول : ” إِنَّما الْأعْمالُ بِالنِّيَّاتِ ، و إِنَّما بِكُلِّ امرئٍ ما نَوَى …..”. الحديث.
” و معناه: إنّما تَصِحُّ الْأعْمَال إذا كانَتْ فِيهَا النِّيَّةُ الصالحة، لِتَتَمَيَّزَ ” الْعِبَادَات ” عن ” الْعادات “.
⁕⁕⁕
الْأكلُ وَالشُّربُ سَهْوًا لاَ شَيْءَ فِيهِـ إلاَّ عِنْدَ الْإمَامِ مَالِك فَكَانَ يَرَى أَنَّ عَليْهِ الْقَضَاءَ فَقَطْ.
أمَّا ” الْمُتَعَمِّدُ ” فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ و الْكَفَارَةُ مَعًا عِنْدَ فَريقِ مِنَ الْفُقَهَاء، أَوِ الْقَضاءُ فَقَطْ عِنْدَ فَريقٍ آخَرَ مِنْهُمْ.
و الْأَحْوَطُ فِي ذلكَ : اِعْتِمَادُ الْقَولِ الْأوَّلِ ، أَيْ : الْقَضاءُ وَالْكَفَارَة.
⁕⁕⁕
الصَّائِمُ الْمَريضُ بِالشَّهَادَةِ الْمُعْتَبَرَة ، يَجوزُ لَهً الْفِطْر، ثُمَّ يَقْضِي الْأيَّامَ الْتِّي أَفْطَرَها.
وَالْمَريضُ الَّذِي مَرَضُهُ دَائِمٌ بِأَدِلَّةٍ قاطِعَة، وَشَهَادَةٍ سَاطِعَة ، يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ عَنْ كُلِّ يَوْم.
أَمَّا ” التَّوَهُّم”، وَطَوَارِئُ الْأمْرَاضِ الْخَفِيفَة، الَّتِي لاَ تَسْلُبُ الصِّحَّةَ وَلاَ تُعْدِمُ الْقُوَّة، وَلاَ تَزِيدُ مِنَ الْمَرَضِ شَيْئًا ، فَلا يَصِحُّ الْفِطْرُ فِيهَا، بَلْ يَصُومُ مُسْتَعِينًا باللهِ
⁕⁕⁕
“الْإبْرَةُ” الدَّوَائِيَّةُ فِي الْجِلْدِ أَوْ فِي الْعِرْقِ : لاَ تُفْطِر، بِخِلاَفِ ” الحُقْنَةِ” الشَّرَجِيَّةِ فَإِنَّهَا نُفْطِر، بِخِلاَفِ ” الْحُقْنَةِ” الشَّرَجِيّةِ فَإنَّهَا تُفْطِر.
وَمِنَ الْحُقَنِ الْمَمْيَّزَة ، الّذِي تُؤْخَذُ عَلَى سَبِيلِ “التَّغْذِيَة”، فَهيَ تُفْطِر، لِأَنَّهَا فِي حُكْمِ الْأكْل، وَلَيْسَ الشَّكل..
⁕⁕⁕
تَذَوُّقُ الطَّعَامِ- وَمَا فِي مَعْنَاه – لِمَنْ اِضْطَرَّ إِلَيْهِ، جَائِزٌ بِلاَ مُنَازع.
و مَنْ لَمْ يَضْطَرَّ إِلَيْهِ فَهُوَ مَكْرَوه.
وَالشَّرْطُ الْأسَاسِيُّ، هُوَ أَنْ لاَ يَبْتَلِعَ مِنْهُ شَيْء….
⁕⁕⁕
“الرِّيقُ” وَ ” النُّخَامَةُ ” نَوُعَانِ مِنَ السَّوَائِلِ مُخْتَلِفَان، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا حُكمُه: فَـ “الرِّيقُ” مُبَاحٌ بَلْعُه، وَلاَ شَيْءَ عَلَى الصَّائِمِ فِيه.
أمَا ” النَّخَامَةُ” فَمُخْتَلَفٌ فِيهَا :
- مِنَ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَقُول : إِنَّهَا تُفْطِر، وَعَليْهِ الُقضَاءُ.
- وَآخَرُونَ يَقُولُون : إِنَّهَا لاَ تُفْطِر.
- و الْأَحْوَطُ فِي (المَسْأَلَة) : إِلْقَاؤُهَا وَلَيْسَ ابْتِلاَعُهَا ، خُرُوجًا مِنَ الْحِلاَفِ فِي ( حُكْمِهَا) ، وَمُرَاعَاةً لِمَنْ قال بِفَسَادِ الصَّوِمِ فِيهَا..
⁕⁕⁕
⁕ اِسْتِعْمَالُ ” السِّوَاكِ”: سُنَّةٌ لِلصَّائِمِ وَغَيْرِهِ، وَسَوَاءٌ كَانَ ” التَسَوُّكُ” فِي الْوُضُوءِ… أَوْ عِنْدَ الْقِيَامِ إلَى الصَّلاَةِ.. أَوْ عِنْدَ النَّوْم : لَيْلاً أَوْ نَهَارًا، لِمَا رَوَى ابْنُ مَاجَه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قالَ : ” خَيْرُ خِصَالِ الصَّائِم : السِّوَاك”.
⁕ وَيُقَاسُ عَلى السِّوَاكِ: غَيْرُه، مِنْ كُلِّ مُنَظِّفٍ أَوْ مُطَهِّرٍ أَوْ مُطَيِّبٍ لِلْفَمِ، في عَصْرٍنَا الْحَدِيث..
⁕⁕⁕
إذَا قَدَرَ مَرْضَى السُّكَّرِي عَلى الصِّيَام – بَعْدَ اِسْتِشَارَةِ طَبِيبِهِ الْمُعَالِج، أَوْ مِنْ خِلاَلِ تَجَرِبَتِهِ الدَّائِمَةِ مَعَ الْمَرَضِ – فَيَصُوم، مَا لَمْ يَلْحَقْهُ ضَرَرٌ فِي الْجِسْم، أَوْ تَسَبُّبُ مُضَاعَفَاتٍ هُوَ فِي غِنًى عَنْهَا.
أَمَّا غَيَرُ الْقَادِرِينَ : صِحِّيًا ، أَوْ التَّخَلِّي عَنْ تَنَاوُلِ الْأَدْوِيَة ، أَوْ تَأْخِيرِ وَجَبَاتِ التَغْذِيَة، فَيُفْطِرُونَ شَرْعًا وَيُخْرِجُونَ فِدْيَةً عَنْ كُلِّ يَوْمٍ أَفْكَرُوه.
⁕⁕⁕
⁕ لِشَهْرِ رَمَضَان – هَذِهِ الْفَريضَةُ السَّنَوِيَّة – حُرْمَةٌ مَعْلُومَة ، وَقَدَاسَةٌ مَرْمُوقَة،تَسْتَوْجِبُ الاِنْخِرَاطَ فِي عِبَادَةِ الصَّوْمِ مِنْ كَافَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤَمِنَات، فمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ لِعُذْر، أَوْ مَنْ لَمْ يَلْتَزِمْ لِغَيْرِ عُذْر، فقدْ سَلَّطَ الشّارعُ عَليْهِ تَعْويضًا مُقَدَرًا وَمَعْلُومًا، يَسْتَوْجِبُ الْأدَاء، وَهَوَ ، إمَّا ( الْقَضَاءُ) ، وَإِمَّا ( الْكَفَارَة) ، وَإمَّا ( الْفِدْيَة).
فَلِكُلِّ تَعْوِيضٍ مَقَامٌ مَعْلُوم ، يُوزَنُ بِمِيزَانِ الشَّرْعِ الْحَكيم ، حَسَبَ الطَّاقَةِ البَشَريَّة ، وَ الْمَسْؤُولِيَّةِ الْمُكَلَّفِ بِهَا..
⁕⁕⁕