موقع إقـرأ إفادةمــقالاتيكتاب الاعتبار لأسامة بنِ مُنْقِذ

محتوى ذو صلة

المؤلف

الشيخ صالح العود

المؤلف

• مُجاز في الشريعة من جامعة الازهر.

• باحث وكاتب في شؤون الدين والتربية والتعليم.

o ثلاثون عاما إذاعيا.

o خمسون عاما في مهنة التعليم.

• له مائة كتاب مطبوع في مختلف الموضوعات والموادّ العلمية.

• رصيده من المقالات تعد بالمئات، نشرت في عديد من الصحف والمجلات.

• حاضر وشارك في ندوات وملتقيات.

كتاب الاعتبار لأسامة بنِ مُنْقِذ

المتوفَّى في 23 من شهر رمضان سنة 584 هـ

أوّل سيرة ذهبيّة ذاتية بقلم صاحبِه

بقلم: صالح العَوْد

=1/ من هو أسامة بن مُنْقذ؟

هو الشاعر الفحل، والبطل الجريء: أبو المظفَّر أسامة بن مُنْقِذ، ينتهي به نسبُه إلى سليلة أسرة عريقة في المجْد والفضْل: قحْطان.

ولد شمسَ يوم الأحد الأَغرّ في 27 جمادى الثانية سنة 488 هـ = 1095م، بوادي إحدى القرى شمالي مدينة (حماه) السورية؛ ومن معالمها الشهيرة في التاريخ: قلعة شيزر (SIZARAR) تِجاه ضفاف نهر العاصي.

تربّى بين يديْ أبوَيْن صالحيْن، واعتنيا بتأديبه وتهذيبه، حتى أصبح في قادم الأيام: من العلماء الأخيار، والفرسان الشجعان..وكان ممّن يصول ويجول : من الشام فالعراق فمصر فالحجاز إلى فلسطين؛ وشارك في حوادث عصره بسيفه وجواده، وفَلّ جموع الغزاة لبلاد الشام، وحملات الصليبيين الهوجاء نحو فلسطين: دُرّة المدائِن.. وحين دخل السلطان البطل: صلاح الدين الأيوبي محرِّرًا مدينة دمشق من الغزاة، دعاه إليها فأجابه، واستقرّبها معه حتى وفاتِه، ودُفِن في سفح جبل قاسْيون. وقد أثنى عليه بكل خير مَنْ أرَّخ لحياته وبُطولاته: كالحافظ شمس الدين الذهبي، فقال عنه: “هو أحد أبطال الإسلام”؛ والمؤرِّخ الإمام عزّ الدين بن الأثير إذ قال فيه: “كان من الشجاعة في الغاية التي لا مزيد عليها”؛ أمّا السلطان الفاتح صلاح الدين الأيّوبي، فقد شهد له يوْمَ مات بالرّسوخ والشُّموخ، فقال: “مات اليوم شاعر الأمّة وفارسُها”.

=2/ مؤلفاتُه الماتِعة:

خلَّف وخلَّد أسامة بن مُنْقِذ بقلمه البارع الثرّ “كُتُبًا” قيّمة مُهِمَّة، تُنْبئُ عن نبوغِه، وتشْهد على مسيرتِه: العلميّة والإبْداعيّة في حياته حتى وفاتِه، وقد شارفت على (سِتّ وتسعين) عاما، وهي في الحقيقة مؤلفات ناصِعة وماتِعة، عطّرت عالميْ المَخطوطات والمَطْبوعات، وسدّتْ فراغًا في دنيا الثقافة وعُصور الفِكْر.

فمِن تلك المخلَّفات من المؤلَّفات: (لُباب الآداب / المنازل والديار/ القِلاع والحصون/ النوم والأحلام/ أخبار النساء/ البديع في نقد الشعر/ العصا / الديوان/ الاعتبار /؛ وهذا الأخير أجلّها وأعمقها أثرًا في العقول والنفوس، لذلك تُرْجم إلى اللّغات الحية: (الفارسية. والألمانية. والإنجليزية. والفرنسية)؛ والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية موثقة بالوقائع والحوادث، والقصص، والمشاهد، فهي –كما يقول النقّاد: “أوّل سيرة ذاتية في الأدب العربي، كتبها بأسلوب فريد في آخر حياته: عبْرة للتاريخ وموعظة للبشر، وأطلق عليها اسم: (الاعتبار)، صدرت عن دار الأصالة في الرياض بتحقيق الدكتور قاسم السامُرّائي سنة 1407هـ.

وهذه بعض شذرات مما جاء فيها، من نحو قوله يصف أباه: “كان الوالد يقضي وقته في تلاوة القرآن، والصيام، والصيد في نهاره، وفي الليل ينسخ كتاب الله..وكان كثير المباشرة للحرب، وفي بدنه جراح هائلة، ومات على فراشه”؛ ومن ذلك كتب يتحدّث عن معاملة والده معه فقال: “ما رأيت الوالد رحمه الله نهاني عن قتال، إلا ركوب خطر مهما كان يرى فيّ، وأرى من إشفاقه وإيثاره لي…” وعن شجاعته والمهارة التي اكتسبها منذ المراهقة، فيقول بلسان حاله: ” شهِدْتُ قتال الأسد في مواقف لا أحصيها، وقتلتُ عِدّةً منها لم يُشركني أحد في قتلها، فما نالني من شيء منها أذًى…”.

=3/ من أقواله المؤثّرة والمعبّرة:

  • كل أمر لا يحضره العقل، يظهر فيه الخطأ والزَّلَل.
  • لو صفت القلوب، من كَدَر الذنوب، وفوّضتْ إلى عالم الغيوب، علمت أنّ ركوب أخطار الحروب لا ينقص مدّة الأجل المكتوب.

  

 

آخر المواضيع