موقع إقـرأ إفادةمــقالاتيمن خصائص الإمام أحمد بن حنبل الوَرَع

محتوى ذو صلة

المؤلف

الشيخ صالح العود

المؤلف

• مُجاز في الشريعة من جامعة الازهر.

• باحث وكاتب في شؤون الدين والتربية والتعليم.

o ثلاثون عاما إذاعيا.

o خمسون عاما في مهنة التعليم.

• له مائة كتاب مطبوع في مختلف الموضوعات والموادّ العلمية.

• رصيده من المقالات تعد بالمئات، نشرت في عديد من الصحف والمجلات.

• حاضر وشارك في ندوات وملتقيات.

من خصائص الإمام أحمد بن حنبل الوَرَع

بقلم صالح العَوْد/فرنسا

معنى (الورَع) هو: التعَفُّف عمّا يعْطَى إليك من الغيْر، مالاً كان أو متاعاً، والوَرِع -بكسر الرّاء- العفيف.

والوَرَع صفة حميدة، على كل مؤمن ومؤمنة أن يتحلّى بها في خاصّة نفسه، أو في تعامُلِه مع الغير.

قال الإمام الشافعي: خَرَجْتُ من بغداد، وما خلّفتُ بها أحدًا أتْقَى، ولا أورَع، ولا أفقه من أحمد بن حنبل.

وقال الإمام قتيبة بن سعيد: مَن مِثْلُ أحمد؟ والله لَوْلاَ أحمد بن حنبل لَمَات الورع.

وقال الإمام يحيى بن مَعِين: ما رأيتُ مِثْلَ أحمد بن حنبل، صحبْناه (خمسين) سنة، ما افتخر علينا بشَيءٍ مما كان فيه: من الصلاح، والورَع، والخير.

يذكُر المؤرّخون: بعد أن عُذِّبَ الإمام أحمد أشدَّ التعذيب في مِحنَة القرآن، ثم صُرف إلى بيْتِه، جاءه الأغنياء وأهل الخير، بمالٍ كثير، قُدِّرَ بـ (خمسين ألف دينار)، فردّه جميعا، ولم يقبل منه قليلاً أو كثيراً؛ فلمّا رأى عمُّه إسحاق ما فعَلَه، قال له: قَدْ ردَدْتَ اليوم كذا وكذا ألفا، وأنت محتاج إلى حبّة من دائق، فردّ عليه الإمام أحمد: يا عمّ لو طلبناه لم يأتنا، وإنّما أتانا لمّا تركناه. وأرسَل إليه أحد الصالحين رسالة، يرجوه فيها أن يقبل أربعة آلاف، قال ابنه صالح: الله يعلم في أيّة حالة من الضَّيق نحن؟ فدخلتُ إلى مكان أبي- وكان خرج لصلاة العصر- فرفعتُ لبدا كان يجلس عليه، فوجدتُ الرسالة، فلما عاد سألتُه عنها؟ فَاحْمَرَّ وجْهُه وقال لي: أخفيتُها عنك.

وهكذا، لم يقبل الإمام أحمد، المالَ الحلال، ولا العطايا، أو الهدايا خشية أن يدخل جوفه شُبهَة، قال ابنه صالح يومًا: يا أبت إنّ أحمد الدورقي- كان من الأئمّة الصالحين- أخد ألف درهم؛ فقال: يا بني (‌وَرِزۡقُ ‌رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ).

وَمِمّا يُؤثَر عن الإمام أحمد مِن شِدَّة تمَسُّكِه بالسُّنَّة، ما قاله عنه الإمام أبو داود- صاحبُ كتاب السّنن-: إنّ الإمام أحمد مكث عُمُرَه كله، لا يأكل البطّيخ، فقيل له في ذلك فقال: لم يَبْلُغْنِي كيف كان يأكله صلى الله عليه وسلّم.  

آخر المواضيع